سرقة التراث السوري.. فقدان قطعات أثرية نادرة من المتحف الوطني بدمشق
سرقة التراث السوري.. فقدان قطعات أثرية نادرة من المتحف الوطني بدمشق
في مدينة تحمل تاريخ الحضارات المتعاقبة، حيث تتلاقى آثار الكنعانيين، والرومان، والبيزنطيين، والأمويين، يتجسد التراث السوري في متاحفها وقطعها الأثرية النادرة، ومع ذلك، يستمر النزاع وأزمات الأمن في تهديد هذه الكنوز، حيث تصبح القطع الأثرية الضحية الصامتة للفوضى والنهب.
سرقة ستة قطع ذهبية من المتحف الوطني في دمشق ليست مجرد جريمة مالية، بل هي فقدان جزء من الهوية التاريخية والحضارية لسوريا والعالم، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء.
وكشف مصدران لفرانس برس، عن سرقة ستة قطع أثرية ذهبية من الجناح الكلاسيكي في المتحف الوطني بدمشق، مساء الأحد/ الاثنين.
قطع أثرية نادرة
يعد الجناح الكلاسيكي من أهم أجنحة المتحف، ويضم قطعاً نادرة من حقبات الهلنستية والرومانية والبيزنطية، مثل الأسرة الجنائزية، اللوحات الجدارية، والتماثيل الحجرية.
ولم تصدر إدارة المتحف أي تصريحات رسمية حول السرقة، واكتفت بالقول إن المتحف مغلق لأسباب أمنية وسيعاد افتتاحه الأسبوع المقبل.
ومن جهته، تم احتجاز عدد من الموظفين وحراس المتحف للتحقيق معهم قبل إطلاق سراحهم، في حين منعت قوات الأمن دخول الموظفين إلى قاعات العرض منذ وقوع الحادث.
سرقة التراث في سوريا
تجدر الإشارة إلى أن السنوات التي تلت اندلاع النزاع السوري عام 2011 شهدت نهب عشرات آلاف القطع الأثرية، وفق تقرير لمؤسسة جيردا هنكل والجمعية السورية لحماية الآثار عام 2020، والذي أشار إلى سرقة أكثر من 40 ألف قطعة أثرية من المتاحف والمواقع الأثرية.
وخلال ذروة الحرب، أسهمت الفوضى في تهريب القطع الأثرية مثل العملات المعدنية والفسيفساء والتماثيل إلى أسواق سوداء عالمية، مستفيداً منها تنظيم الدولة الإسلامية، وفصائل مقاتلة مختلفة، وشبكات تهريب محلية وأفراد.
وتمثل هذه القطع الأثرية ذاكرة حضارية لا يمكن تعويضها، وفقدانها يعني انقطاع جزء من تاريخ سوريا الثري بالحضارات المتعاقبة، فحتى المتحف الذي نجح جزئياً في حماية معروضاته من تداعيات الحرب لم ينجُ بالكامل، ما يسلط الضوء على هشاشة التراث السوري في ظل استمرار الأزمة الأمنية.
ومع هذه السرقة الأخيرة، تتجدد المخاوف من تهريب القطع الثمينة خارج البلاد، وضياع إرث حضاري عالمي، وهو ما يجعل حماية المتاحف السورية وقطعها الأثرية أولوية عاجلة للحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية لسوريا.











